قصّة رابعة
ولدت السيدة رابعة في محافظة الرقة بسوريا عام 1979.عاشت في كنف عائلة مؤلفة من سبع بنات وولدين والأم والأب، في مرحلة مبكرة من طفلتها انتقلت مع عائلتها إلى العاصمة دمشق، هناك وبعد فترة قليلة توفي والدها، ما أضطرها هي وإخوتها للعمل لإعالة أنفسهم ووالدتهم.
في البداية عملت رابعة بالخياطة، ومن ثم في معمل لصناعة المنظفات، وبنفس الوقت كانت تدرس واستطاعت أن تصل بدراستها إلى المرحلة الثانوية.
تزوجت رابعة في سن الـ 20 وانتقلت إلى درعا حيث سكن زوجها، ومن حبها في العلم، التحقت بدورات تعليمية على الرغم من معارضة والد زوجها، وحازت على شهادة في التمريض.
بعدها انتقلت مجدداً إلى دمشق وسكنت بغرفة ضمن سكن جماعي، وكانت تعمل بتغليف الشوكولا وتطريز الفساتين، واستطاعت من خلال عملها وعمل زوجها أن تستأجر منزلاً لهما، وهنا أحست بالراحة وطلبت من زوجها أن يسمح لها بمتابعة العمل وبالفعل لم يرفض، وعملت لفترة سكرتيرة في عيادة طبيب، إلى أن حملت، فتوقفت عن العمل، لتعاود العمل بعد فترة من منزلها وبنطاق أوسع.
تركت رابعة منزلها في دمشق على خلفية الأحداث التي اندلعت في سوريا، وعادت إلى مدينة درعا، وهناك أيضاً لم تستطع السكن بسبب الأوضاع نفسها، فانتقلت إلى مدينة غباغب (شمالي درعا) وهناك فقد زوجها، وفي هذه الأثناء أحست رابعة بالضياع ولم تعد تدري ماذا تفعل وكيف ستواصل العيش.
تركت رابعة سوريا ولجأت إلى لبنان مع والدة زوجها عام 2012، وهناك عاشت رابعة مع أخوة زوجها وسرعان ما بدأت الخلافات العائلية، والتحكم بها من قبل أسلافها ما عرضها لضغوط نفسية شديدة مرضت على إثرها وقررت العودة إلى سوريا، حيث قرر أخوة زوجها أن يستأجروا لها منزلاً لكي تبقى في لبنان.
في هذه الأثناء كانت قد سمعت عن مشغل بسمة وزيتونة، فأتت الى المشغل وسجلت به كعاملة، وهنا امتنع أخوة زوجها عن مواصلة دفع أجار منزلها، طلبوا منها العودة إلى سوريا، فأخبرت رابعة قسم الحماية في بسمة وزيتونة عن ما تتعرض له، مما سمح للجمعية بمعرفة تفاصيل أكثر عن وضعها، وتكفلت الجمعية بدفع أجار المنزل، والمساعدة بسلة غذائية كل شهر، كما عمل قسم الحماية على دعمها من خلال جلسات الدعم النفسي، ما أدى إلى تغيير في نفسيتها بشكل جذري، حتى طريقة تعاملها مع أولادها اختلفت كلياً، وهم أنفسهم لاحظوا هذا التغيير، كما ساعدتها تلك الجلسات على التأقلم، وأصبح تعي كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يسيؤون لها.
شاركت رابعة بورشات الدعم النفسي وعملت دورة تمريض من خلال قسم الحماية، كما تدرس الآن اللغة الإنكليزية في معهد بسمة وزيتونة، وتود الانضمام لدورة الكمبيوتر لتوسيع معارفها.
تقول رابعة عن تجربتها مع جمعية بسمة وزيتونة:
"أصبحت شخصيتي أقوى وزادت ثقتي بنفسي، وصرت أقول كلمتي ولا أخاف من أحد، كما تغيرت نفسيتي وأشعر بالراحة،ا بعد أن كان الإحباط يتملكني".
- مشاركة:
- تاريخ النشر:
- 2018-05-02
- المراكز المتعلقة:
- شاتيلا
- البرامج المتعلقة:
- ورشات عمل للنساء الحماية